مــيتٌ هــو ذاك الــذي يــصبح عــبداً لــعاداته، مُــكرِراً نـــفسه كـــل يــوم. ذاك الـــذي لا يــغيّر مــاركة مــلابسه ولا طــريق ذهـــابه إلــى الــعمل ولا لــون نــظراته عــند الــمغيب.
مــيتٌ هـــو ذاك الـــذي يـــفضّل الأســود والأبـــيض والــنقاط عــلى الــحروف بـــدلاً مــن ســربٍ غــامضٍ مــن الانـــفعالات الــجارفة، تــلك الــتي تــجعلُ الـــعينين تــبرقان، وتُـــحوّل الــتثاؤبَ ابــتسامة، وتــعلّم الـــقلبَ الــخفقان أمـــام جــنون الــمشاعر.
مــيتٌ هــو ذاك الــذي لا يـــقلب الــطاولة ولا يــسمح لـــنفسه ولــو لـــمرة واحــدة فــي حــياته بــالهربِ مــن الـــنصائح الـــمنطقية. ذاك الـــذي لا يـــسافر ولا يـــقرأ ولا يـــصغي إلــى الـــموسيقى، ذاك الـــذي لا يـــقبل مـــساعدة أحــد ويـــمضي نـــهاراته مـــتذمراً مـــن ســـوء حـــظه أو مـــن اســـتمرارِ هـــطولِ الـــمطر
مـــيتٌ هـــو مـــن يـــتخلى عـــن مـــشروعٍ قــبل أن يـــهم بـــه، مـــيتٌ مـــن يــخشى أن يـــطرح الأســئلة حــول الـــمواضيع الـــتي يـــجهلها، ومـــن لا يـــجيب عـــندما يُـــسأل عـــن أمـــر يـــعرفه. مــيتٌ مـــن يـــجتنب الـــشغف ولا يـــجازف بـــاليقين فــي ســبيل الـــلايقين مـــن أجــل أن يـــطارد أحـــد أحـــلامه.